‏إظهار الرسائل ذات التسميات بثينة الناصري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بثينة الناصري. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 28 مايو 2021

مساء أخير من فضة القصيدة

 

إلى : بثينة الناصري

شعر: أمجد محمد سعيد

( كنت قد كتبت هذه القصيدة عام 2003 بعد الاحتلال الغاشم للعراق، وكنت حينها في الموصل، واهديت القصيدة للروائية والقاصة العراقية بثينة الناصري التي تفقدتني بعد العدوان، وكانت بثينة معاونتي في المركز الثقافي العراقي بالقاهرة من 1989 ولغاية 1991حيث اغلق المركز . قرأت القصيدة في الامسية الشعرية التي اقيمت في معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء يوم 29/1/2014 ، القصيدة منشورة في مجموعتي نشيد الازمنة ) امجد محمد سعيد

 **



تأخرتِ

لم يبقَ في الصالتين سوى امرأة

نام في كفها هدهد من ضفاف الفرات

ومغترب يعلك الوقت خلف سياج البلاد العتيقة

ثمة شيخ يمر بنا بين حين وحين ، يحدثنا عن فنون

الفراعنة الأقدمين ..

لقد كان يوماً طويلاً

دروب الزمالك هادئة

والمسافات تبتلع الضوء والعربات

بثينة .. توشك من تعب أن تنام على الطاولة .

بثينة .. بالكاد تغفو

لتصحو غداً

حيث تدفع زورقها الورقي الى صخب النيل

أو تتسمع أغنية تتناهى اليها من الرافدين

تعلق بدراً بلون النبيذ على طرق السابلة .

تدور بفانوسها الذهبي وتعبر بيتاً فبيتاً

شوارع بغداد

تمسك عاصفة قد تثور هنا ، أو هناك

وتمضي بلا وجل ، لتؤسس زقورة فوق حلم

يجدد ألوانه الأفلة .

 سأشهد أنك كنت عراقية

مثل جوز دهوك

وتمر ديالى

وأشهد أنك كنت أمامي

عامين الا قليلاً

وعيناك لي بوصلةْ .

يداك سراجي

وأدمعك الخافتات اشتعال دمي

حين يخرج من قمقم الصبر مجنون روحي

أكنت عصياً على ألفهم ؟‍!

حين على سنديان ذراعك

من قلق أستريح ..

نخاف على لوحة أن تضيع !

ونخشى على موعد أن يفوت !

ونسأل هل كان حلواً أداء المغني وعزف الكمان ؟!

أكان .. حديثاً .. ومبتكراً معرض الرسم ؟!

هل كان ضوء المصابيح منسجماً في انعكاس الظلال ؟!

متى يصل الوفد ؟

هل كل شيء على ما يرام ؟

 أجل كل شيء كما ينبغي

غير أن القصيدة لم تكتمل بعد

والنيل يطلب عذراءه السنوية قبل اندفاع المياه

وطمي الأعالي الى الحنطة المقبلةْ .

سألقي اليه القصيدة

قبل اكتمال فضاءاتها

وأعود ..

…………لماذا تريدين أن تجرحي الصمت ؟

( خلي ) السماء هنا برتقالية

والصباح هنا مترباً

فالعواصف دائمة

والطيور التي تغزل الضوء فوق القباب

تخاف الرصاص

الرصاص هنا طائش

والمساءات صحراء

حتى الفراشات فوق غصون الربيع

غدت قاتلةْ .

فظلي بعيداً

ترينا على حبل تلك المحطات مثل الثياب

على شرفات المنازل ، يأخذنا كاتب

للخيانة ثم يزنر آخر قمصاننا بوسام البطولة

يرفعنا ناقد للأعالي ، ويلقي بنا آخرون

الى المزبلةْ .

- وكلهم يأخذون مكافأة مجزية - .

فلا تسألي أحداً

من يردُ ؟!

ذبحنا البلاد

أنتحرنا جميعاً على مذبح الوهم

يكذب من يدعي انه مرسل

ليكون نبياً جديداً

فمركب نوح تحطم قبل انحسار المياه

ومن قبل قد كذب الكاذبون .

يبيعون نهر الفرات ودجلة والنخل والنفط

والطين والزبل والوحل والتحف الأثرية

أور وبابل بغداد والماء والكهرباء القطار

المطار .. المشافي المصانع والريح والضوء والعشب ..

تأخرتُ عنك كثيراً

طريقي الى الكرخ موصدة

والطائرات اليك معطلة

وحدود البلاد بلا حاجز

والجوازات من عجب مقفلةْ .

عيون القراصنة الحمر مفتوحة

لملمي ما تبقى من الكتب

                   والحبر

                   والحزن

                   والكلمات

                   دفاتر زوارنا

                   وسجل المواعيد

غطي النوافد بالبوسترات القديمة

لا تنسي النور

ثم أقفلي باب مكتبنا في الزمالك

ثم أحرقي الأسئلةْ .

 **

القصيدة منشورة في (بيت الموصل)  

https://www.baytalmosul.com/157516041588157515931585-1575160515801583-1605158116051583-15871600159316101583/7


الأربعاء، 6 يناير 2021

موتورسيكل

قصة قصيرة


بثينة الناصري

كنت أستقبل نسيم الليل البارد، بعيني، وأنفي، وشفتي المنفرجتين لهاثا من أثر مشيي الحثيث، حين جاء هذا الموتورسيكل.

منذ نصف ساعة، كنت أمشي بخطوات عسكرية، مفعمة بالحيوية، والقوة .. لم ألتفت يمينا أو يسارا. تجاوزتُ أجساما متلاحقة، متمهلة، مترددة، وأخرى متلاصقة على النواصي. كنت ألمح، في بعض العيون، حين أصطدم بها بشكل خاطف، لمعة سخرية، أو تعاطفا أو دهشة، وأحيانا تفلت جمل أسمع بداياتها، وتضيع نهاياتها، في الفضاء الذي أغادره خلفي، وأنا أغذّ السير إلى الأمام، حين جاء هذا الموتورسيكل.

كنت قد توقفت، قبل قليل،عند أحد المحلات المصطفة على جانب الشارع، وتلكأت، وأنا أشتري قطعة شيكولاتة كبيرة لطفلي الذي تركته في البيت وحيدا.

- لو جلستَ هادئا، ولم تفتح الباب لأحد، لأشتريت لك شيئا تحبه. ما الذي تحبه؟

- شيكولاتة

- لن أتأخر أكثر من نصف ساعة، وسيكون معي، عند رجوعي شيكولاتة كبيرة، ولكن عدني ألا تفتح الباب لأحد، حتى لو كنا نعرفه.

- حتى لو كان عمي؟

- حتى لو كان عمك.

أتذكر الآن وأنا أستعيد هذه المحادثة، على وقع خطواتي المتسارعة، قصة المعزى التي خرجت للسوق، بعد أن حذرت أولادها كثيرا من أن يفتحوا الباب لأحد، لئلا يحتال عليهم الذئب. وقد عصى الأولاد أمهم، وفتحوا الباب، وأوشك الذئب أن يأكلهم..تمضي القصة، ولا أذكر كيف انتهت. تراءى لي وجه طفلي، وشدة شبهه بوالده الذي لم يره أبدا: الشعر الأسود الكثيف، والأذنان، ودوران الوجه . . حتى عينيه. كنت أفكر في عينيه السوداوين الواسعتين . . حين جاء هذا الموتورسيكل.

أحتضن كيس الخبز الذي قطعت كل هذه المسافة لأحظى به، فهو خير مايصلح لشطائر الصباح. ألفها وأدسها في حقيبته، وهو يحملها على ظهره، وعند باب البيت أنتظر معه سيارة المدرسة، ولما تشرق الشمس بعد. تتهادى السيارة قادمة. تتوقف. . يهرع إليها أطفال الحي المنتظرون. أتريث حتى يصعد الجميع، فأتقدم بطفلي، أعينه على إعتلاء السلم ثم ألوح بيدي له، وللاطفال الآخرين، وأرجع إلى البيت بخطى قوية وأبدأ نهاري.

أبطأت في سيري، وأنا أهبط من الرصيف إلى الشارع، لأتفادى مجموعة من الصبيان يتعاركون بشراسة. تنهدتُ وأنا اطرد الوسواس الذي يراودني دائما من أن يعود إبني يوما من المدرسة، مزرقّ الوجه، ممزق القميص، مجروحا، أو فاقدا إحدى عينيه. كنت أفكر في عينيه السوداوين الواسعتين حين جاء هذا الموتورسيكل.

لفتّ عنقي إلى الأولاد الذين ازداد هياجهم، بعد أن سقط أحدهم على الارض، فتكالبوا عليه يضربونه، وأوشكت للحظة أن أعود لأنقذه، من بين أيديهم، لكن خشيتي أن أتأخر دفعتني إلى الإسراع في السير.

إقترب البيت . . بعد العطفة القادمة .

كنت لحظتها أفكر إذا كانت قطعة الجبن الموجودة في . .البيت . . تكفي . . لملء شطائر . . الغد . .

 حين . . جاء . .هذا . .

 **

نشرت في مجموعة (الطريق الى بغداد) القاهرة /بغداد 1998

 


الخميس، 17 نوفمبر 2016

هل فشلت الديمقراطية؟ الحلقة السادسة

كتب باء
الحلقة الخامسة

بقلم: بول ترينور
ترجمة / بثينة الناصري
  اللامساواة في الديمقراطية

فشلت الديمقراطية في القضاء على اللامساواة الاجتماعية ويبدو ان هذا فشل دائم وهيكلي. لايمكن انكار ان كل المجتمعات الديمقراطية فيها ظلم اجتماعي : تباين في الدخول – في الثروة – في المكانة الاجتماعية. واستمرت هذه الاختلافات وليس هناك مايشير الى ان اللامساواة هذه سوف تختفي في الدول الديمقراطية. بل تزداد . والنمط الراسخ في الولايات المتحدة هو ان اقل الدخول لا تنمو وكل منافع النمو الاقتصادي تذهب الى الاغنياء. 

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

هل فشلت الديمقراطية ؟ الحلقة الخامسة

كتب باء
الحلقة الرابعة 
تأليف: بول ترينور
ترجمة : بثينة الناصري

بحلول الستينيات اصبحت النظرية (موضة) قديمة، رغم ان المقارنة هتلر- ستالين مازالت مستخدمة من قبل دعاة اللبرالية. وكلمة "الشمولية" مازالت الكلمة الاكثر استخداما من قبل دعاة الديمقراطية، حين يطلب منهم تسمية نظام سياسي يناقض الديمقراطية. الكلمة الثانية قد تكون "الاستبداد" والارهاب لن يخطر على بال ابدا. مع ان الرئيس بوش قد يتحدث عن "الحرب على الديمقراطية والحرية" التي يشنها الارهابيون  ولكن هذا لا يعني انه يرى ان الارهاب هو نظام حكومة . من الممكن ان تتحدث عن نظام مستبد، او مجتمع مستبد – ولكن من الصعب ان تتخيل مجتمعا (ارهابيا) بشكل دائم او برلمان ارهابي.

الأحد، 23 أكتوبر 2016

هل فشلت الديمقراطية؟ - الحلقة الرابعة

كتب باء
الحلقة الثالثة
بقلم: بول ترينور
ترجمة : بثينة الناصري

احد شعارات فريدوم هاوس
الان من التقليدي ان تُشمل الحقوق السياسية و/أو المدنية في تعريف الديمقراطية. افضل مثال معروف لهذه المقاربة هي المسح السنوي لفريدوم هاوس. في الواقع اصبحت قائمة المشمولات التي تصدر عنهم كتعريف قياسي للديمقراطية. والبحث المعنون (نظرية ومقياس الديمقراطية ) المنشور في الانترنيت بقلم جزاكيو تيرونة يشمل قائمة وحجول مقارن لمقاييس الديمقراطية : ومعظمها خاصة بالحقوق.  اليكم قائمة الحقوق السياسية الصادرة عن فريدوم هاوس:

السبت، 22 أكتوبر 2016

هل فشلت الديمقراطية ؟ - الحلقة الثانية

كتب باء
الحلقة الأولى
تأليف: بول ترينور
ترجمة : بثينة الناصري   


تعريف الديمقراطية  

تعريف الديمقراطية يتبع  معيارا معينا، للتدليل على انها ايديولوجية مستقر وراسخة. عادة كما في تعريف توماس كريستيانو ، يفصل بين التعريف المثالي التاريخي وبناء الديمقراطيات الحديثة. المثالي التاريخي هو عادة الديمقراطية الاثينية  (اثينا عاصمة اليونان) ولكن ليس هناك نهج  مستمر حقيقي بين الديمقراطية القديمة والحديثة. المسح الشامل في كتاب (التقاليد القديمة في شرعية أنظمة الدولة) يبين ان معظم الانظمة السياسية الغربية تنحو الى النماذج الكلاسيكية السابقة "  الرايخ تقليدا للامبراطورية الرومانية - الكدن الدول - الارستوقراطيات - الادارات الاستعمارية - الجمهوريات الديمقراطية - الملكيات الدستورية - الدكتاتوريات الحدثة - انظمة الامبريالية المعاصرة - المجتمعات الدولية الحديثة الخ
  
من غير المحتمل تماما ان كل هذه الانظمة تشابه بالضبط نظاما يعود الى 2500 او 2000 سنة مضت. والفكرة في العودة الى النماذج الكلاسيكية هو تقليد في الثقافة الغربية – وليس حسب الوقائع التاريخية الخالصة. وباعتبارها مجتمعات صناعية حديثة  فربما مابين  المانيا النازية وبريطانيا الديمقراطية  من مشتركات اكثر مما بين اي منهما و اثينا  القديمة.

هل فشلت الديمقراطية ؟ - الحلقة الأولى

كتب باء

بقلم: بول ترينور
(المقال نقح من قبل المؤلف في 2002 ثم اجرى تعديلات اخيرة في 13-5-2006)
ترجمة بثينة الناصري

الديمقراطية لا تستحق الهالة شبه المقدسة  التي تحيطها. في  اوربا السياسيون المنتخبون ديمقراطيا مثل يورج هيدر وجان ماري لو بان وسيلفيو برلسكوني وأمبرتو بوسي وجيان فرانكو فيني وبيم فورتوين يذكروننا بعيوب الديمقراطية: بمعنى ان دكتاتورية لاعنصرية افضل من ديمقراطية عنصرية. الديمقراطية تنتشر في كل انحاء العالم ليس بسبب فضائلها وانما بالتدخلات العسكرية . واي ايديولوجية كونية ستلجأ الى حروب صليبية وفتوحات، وهكذا فإن الدول الديمقراطية تشعر انه من حقها "نشر الديمقراطية" بالقوة في  الدول الاخرى . وفيما يلي ، تتناول المقالة  المشاكل الاخلاقية و تعريفات الديمقراطية وقضية اللامساواة وعيوب الثقافة الديمقراطية ومضمون الكتلة الانتخابية والتبريرات المعلنة للديمقراطية وبدائل الديمقراطية .

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

لقائي مع الفنانة المبدعة نادية لطفي قبل ربع قرن

كتب باء

حوار أجرته بثينة الناصري ونشرته مجلة (ألف باء) العراقية في 14 تشرين الأول/اكتوبر 1992

القاهرة - حين طرقت بابها مساء متأخرة ربع ساعة عن موعدنا .. وفتحت وهي ترحب وتعرب عن قلقها من التأخير وكأنها تستقبل صديقة قديمة، لم أكن قد أعددت اسئلة مسبقة. كانت تحدوني الرغبة فقط في أن أعرف الإنسان داخل الفنانة التي طالما عشنا معها على الشاشة الكبيرة. ولم أكن قد هيأت نفسي لسهرة تمتد لأ كثر من ثلاث ساعات تحدثنا فيها بشكل متواصل في التاريخ والجغرافية والسياسة والفن والمرأة والحب وفي أشياء تقال وأشياء لا تقال.
وحين انتزعت نفسي على غير رغبة مني وقد قاربت الساعة الحادية عشرة مساء، خرجت وأنا مأخوذة تماما.

الخميس، 9 يونيو 2016

الناصري أديبة تؤرخ لقول آخر

كتب باء

تقدم بثينة الناصري في أعمالها القصصية مزيجا متفاوتا من مشاعر المرارة والحسرة والجد والسخرية. ولكن لا يفتوها أن تطرح تحديات ومواقف ذات طبيعة نضالية أيضا.
ربما كانت الكتابة القصصية نوعا من التعبير الخاطف عن موقف مفارق من مواقف الحياة، أو حالة استثنائية من حالاتها المثيرة للعجب، إلا أنها بيد الناصري عمل يقصد النظر في الحياة نفسها كتحدي متواصل. وفي هذا المعنى، فانه ما من حدث أو موقف عابر، إلا وينطوي على مدلولاته الخاصة في ذلك المعترك.

الجمعة، 18 مارس 2016

ظاهرة ترييف المدن بدلا من تمدين الريف

كتب باء
بقلم : بثينة الناصري

في قصة لي بعنوان (المنزل)* كتبت عن قصر مهجور كان شاهدا على أيام عز أصحابه ولم يعد يسكن فيه سوى سيدة قارب عمرها القرن تعاني من ذهول ونسيان فهي تعيش أغلب أوقاتها في أوهام الماضي. وفي الحديقة التي كانت في الماضي جنة أزهار تتوسطها نافورة ينهض من داخلها تمثال فينوس دي ميلو، يعيش ابراهيم ابن الجنايني والطباخة الذي تربى في جنبات القصر، وعمل في شبابه في تنسيق الحديقة، ولكن بعد تغير الظروف وانعدام قدرة السيدة على دفع أجرته، صار يعمل في حدائق الاخرين، ولكنه ظل هو وزوجته يسكنان في جراج القصر ويوسعان المطرح كلما ولد لهما طفل. سيدة القصر المسنة تعاني من ذهول ونسيان فهي تعيش في أغلب أوقاتها في أوهام الماضي. وابراهيم وزوجته يخدمانها ويطبخان لها متفضلين، وقد امتدت آثارهما فشملت الحديقة كلها حيث زرعا الخضروات بدلا من الأزهار، وحولا تمثال فينوس الذي يتوسط نافورة الحديقة الى فزاعة خضرة (خيال مآتة) يرتدي عباءة سوداء لصد الطيور عن بذور الملوخية والبقدونس. والرجل وامرأته ينتظران بفارغ الصبر أن تموت سيدة القصر لاحتلاله ايضا.

أردت بالقصة التي أختصرها هنا، أن أرمز الى ظاهرة واضحة في حياتنا الحاضرة. ثقافة الريف تزحف باستمرار لالتهام ثقافة المدينة، ولا يحدث العكس.

الخميس، 17 مارس 2016

مغامرتي الكورية: بين التوبوكي والقمجي

كتب باء
بقلم: بثينة  الناصري
من يذهب إلى كوريا الجنوبية في هذا الوقت المتأزم (كان العام 2007)؟ رأيت  الإجابة واضحة فقد كنت العربية /الأجنبية الوحيدة على طائرة كل ركابها كوريون.
كانت قد وصلت دعوة من جامعة للبنات للمشاركة في حلقة دراسية حول المرأة والانترنيت.، وكانت ورقتي بعنوان (المرأة العربية أونلاين) ويصعب أن ترد دعوة مثل هذه، إذا كانت هي فرصتك لرؤية هذه المنطقة من العالم.

ونحن جالسون في صالة انتظار الطائرة الكورية، كانت أذناي تلقطان ما يخيل الي انها كلمة او جملة عراقية وإن كانت غير واضحة، أتلفت فإذا الكوريون يتحدثون.. نفس الحروف أحيانا ونفس اللكنة. 

كان جلوسي في الطائرة إلى جانب (لي جن سيوك) وهو شاب يعمل في شركة  سياحة وكان يرأس جولة سياحية إلى مصر، قبل أن يوضح هذا كنت قد سألته إذا كان طالبا.. تعرفون أن هؤلاء الاسيويين لايكبرون. وحين أراني أمه وكانت هي وأبوه معه ضمن الفوج السياحي، صدمت، فقد كانت تبدو مثل اخته الصغيرة.
تورط (لي جن) معي، ولهذا بعد الإستراحة في مطار دبي، غيّر مقعده ولا ألومه، فقد أمضيت الجزء الأول من الرحلة أسأله عن كوريا الجنوبية.. علاقة الشعب بالأمريكان.. الفقر .. ماذا عملت لهم القواعد العسكرية الأمريكية. وهل يطمحون إلى الإتحاد مع كوريا الشمالية؟ بالتأكيد لا ألومه على الإنتقال إلى مقعد آخر، فربما ظن أن أحدهم سلط عليه مخبرا.

الأربعاء، 16 مارس 2016

النهوض مع الكتابة

كتب باء
بقلم: بثينة  الناصري

(يقول مثل بابلي"إن من يريد الكتابة عليه أن ينهض مع الشمس" فيقرن الحكيم البابلي فعل الكتابة مع الشروق، ويمنح الكاتب أهمية خاصة لأنه يضيء بكشوفاته ما كان خافيا ومنسيا، مثلما تفعل الشمس لحظة شروقها)*.

الجمعة، 19 فبراير 2016

أول مغامرة لي في ترجمة قصيدة عربية الى الإنجليزية

هذه مغامرة خضتها قبل سنوات لترجمة قصيرة عربية صعبة الى اللغة الإنجليزية.  ومن عادتي أن أبدأ بالصعب.
القصيدة هي  "يحيى الغزال في بحر الشمال" للشاعر العراقي أمجد محمد سعيد. ويحيى الغزال هو يحيى بن حكم الغزال الجياني الاندلسى البكري, 156 - 250هجرية,سفير الامير الاندلسي عبد الرحمن الثاني الى هوريك ملك الداينر (الدانمرك حاليا) سنة 230 هجرية.
ويحسب للشاعر أمجد محمد سعيد أتخاذه هذه الشخصية التي قد يجهلها البعض (وأنا منهم قبل قراءة القصيدة) رمزا للحب و للسلام بين الشرق والغرب.
هذه أول ترجمة شعرية اقوم بها ، حيث لم يسبق لي ترجمة الشعر رغم حبي له، لأني اعتقد ان ذلك من أعقد الأمور وأصعبها. فالترجمة الأدبية ليست نقلا حرفيا (كلمة مقابل كلمة ) وانما نقلا للروحية والاجواء التي تميز القصيدة واسلوب الكاتب. وهناك مشكلة في ترجمة الشعر  العربي وهي ان الكلمات العربية (وبسبب ثراء اللغة العربية ) تكون محملة بالرموز والايحاءات ، وهكذا يكون على المترجم عبء ايجاد كلمات بالانجليزية  توحي بنفس ما أراده الشاعر او قريبا من ذلك . وقد حاولت في هذه الترجمة ايضا ان اجد ايقاعا للنسخة الانجليزية شبيها بالايقاع والوزن في القصيدة الأصلية.  الترجمة نشرت في 2008 في هذا الموقع ، وربما حين اتفرغ واعيد النظر في الترجمة ، قد أغير فيها.

الخميس، 18 فبراير 2016

عن السفر والوطن والحب والكتابة

 هذا جزء من شهادة كتبتها لمجلة (ألف) العدد التاسع عشر 1999. وكنت حينها راجعة لتوي من رحلة الى بغداد. وأنا أعيد قراءتها، بعد كل هذه السنين، أجد أن نظرتي لبعض الأمور الواردة فيها ربما تغيرت ، وربما أحتاج الى كتابة شهادة أخرى يوما ما ليس ببعيد، رغم تأكيدي في أول سطر من الشهادة التي أمامكم بأني لن أكتب غيرها.
+++

حياتي كلها محطات سفر. وانا أقلب الصور التي احتفظ بها: أجدني مرة ألقي نقود التمنيات في فونتانا دي تريفي في روما، ومرة أحتضن طفلا أسبانيا على قمة جبال سيرانيفادا ، أو اتسكع على أبواب كهوف الغجر في سكرامنتو بغرناطة، هذه صورة لي أجلس فيها على سور ميدان فسيح بصوفيا، وفي صورة اخرى اتدثر بالفراء أمام خلفية من العشب الأخضر في يوركشاير. وها أنا ذا في جزيرة تركية أقود عربة يجرها حصان. انظر للكاميرا وابتسم. أما هذه الصورة ففي مرسيليا أداعب قطة سوداء أليفة تتمشى على الساحل.
صور .. صور .. صور.. كل ماتبقى من محطات السفر.

الجمعة، 5 فبراير 2016

كتبي في الوطن بعد فراق سنين

مفاجأة اليوم السعيدة أن كتبي عادت الى الوطن. معروضة الآن في مكتبة (ميوزوبوتاميا) في شارع المتنبي.

مجلدا أعمالي القصصية الكاملة الأول والثاني من (كتاب المغامرات) في بغداد الآن.  

الطريق إلى بغداد ... طريقٌ إلى القلب


  قراءة بقلم: كُليزار أنور*
من جديد أكتب عن القاصّة المبدعة بُثينة الناصري .. حباً وإعجاباً واعتزازاً .
 (( الطريق إلى بغداد )) . تسعة عشر قصة كُتبتْ مابين ( 1993 _ 1995 ) .
بلغتها الموسيقية المعهودة . لغة هادئة ، مثيرة تجذبنا بجرأتها وتفردها . لغة رومانسية .. ذكية .. توظفها بشكل مدروس ، لها القدرة على بعث الحياة في المشاهد من خلال كلماتها
 (( الطريق إلى بغداد )) . قصص تضج بالمعاناة والألم الحقيقي والنشاط المتقد والحيوية والضوضاء . انساب إلينا اسلوبها انسياب الأنهار الحزينة بكل ما تحملهُ من ذكريات على ضفافها!
بقية  المقالة هنا
أضيفت في 28/05/2005/
*كُليزار أنور: أديبة عراقية ..تكتب القصة والرواية والنقد الأدبي .مواليد العراق في 18 / 12 / 1965 . بدأت الكتابة والنشر في عام 1995 .تنشر في أغلب الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية العراقية والعربية. عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق . مسئولة عن تحرير القسم العربي في مجلة " خازر " الثقافية .
صدر لها:" بئر البنفسج " مجموعة قصصية عن دار الشؤون الثقافية العامة / بغداد / 1999 .
" عجلة النار " رواية .. عن دار الشؤون الثقافية العامة / بغداد / 2003

الخميس، 4 فبراير 2016

(القطار المسافر) يصل ال محطته بعد ربع قرن

هذه الرسالة التي وصلتني من ربع قرن، من شخص لا أعرفه في مكان يبعد عني آلاف الأميال، هي أعز رسالة الى قلبي. وقد قلبت اليوم البيت بحثا عنها حتى وجدتها. الراسل لم يبعثها اليّ أساسا، وإنما كانت موجهة  الى مجلة نشرت فيها قصة (القطار المسافر) .. . سأنشر الرسالة وأخفي إسمه، وأتمنى أن يكون في مكان ما من هذا العالم ينعم بالسلام والسعادة. المجلة كان اسمها (حراس الوطن) تصدرها مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العراقية وهي اسبوعية عسكرية  سياسية ادبية فنية.
وكانت المجلات العراقية تصلني الى مقر إقامتي في القاهرة. في العدد 37 الصادر في 3 حزيران/يونيو 1990 حين وصلتني هذه المجلة وفيها (رسالة من قاريء) الى إدارة المجلة. وهي الرسالة التي اعتبرها وساما على صدري وجائزة كبرى. إليكم الرسالة بالنص:

العراقية بثينة الناصري: مقاتلة على أكثر من جبهة

بقلم: عالية ممدوح*

    - 1 -
كنا نتخاصم ونتصافى على الورق. نتراسل منذ عقود طويلة، نختفي ولا نلتقي كثيرا. دعوتها لباريس في أحد الأعوام فحضرت مع ابنها الصغير وقتذاك. نتوارى طويلا لكننا، غريزيا نضبط خطوات بعضنا للبعض الآخر لكي لا نفقد الخيط أو الاتجاه، وتتيه إحدانا عن الثانية، فنظهر بغتة، بتلك الطريقة الوحيدة المجنونة التي لا نعرف غيرها ونحن في هذا السن المتقدم: إننا لم نغادر الضلوع والجوانح، أنا وبثينة الناصري، القاصة العراقية، الباحثة والمترجمة، الصموتة، الكتومة المشتعلة والمتجددة، شديدة الانتباه، طلقة اللسان، وصوتها رنان كإعلامية منذ بدء الاحتلال ولليوم، عبر موقعها الالكتروني ومقالاتها وبحوثها وتراجمها وإطلالتها في بعض القنوات. صداقتنا لم تكن مطابقة لأي قانون، فقط، كانت موجودة وذات تيار كهربائي يسجل ذبذبات البشاشة والنضارة الروحية، فقد كنا لا ننتمي لأية حركة أو مدرسة أدبية أو اتجاه سياسي أو تنظيم عقائدي. كنا ومازلنا نختلف في أشياء كثيرة، لكن صداقتنا كانت نوعا من الأيمان.

تجربة رائدة: ورشة هندية في أبي ظبي لتحويل القصص القصيرة الى لوحات فنية

هذا الخبر فاتني منذ 2012 . وقعت عليه بالصدفة اليوم وأنا أجمع ما كتب عني لأعيد نشره هنا.

الأحد 03 حزيران/يونيو 2012

نظم مركز كيرلا الثقافي الهندي أمس الأول في مقره بمدينة زايد بأبوظبي فعالية تشكيلية اشترك فيها أربعة وعشرون فناناً وفنانة هندية من مجموعة تطلق على نفسها “جماعة الفن” وشاركتهم في الفعالية فنانة عربية واحدة، ترجموا خمسة وعشرين قصة قصيرة كتبتها قاصات مبدعات من الإمارات والخليج والوطن العربي إلى أعمال تشكيلية بالزيت على الورق، واستمرت عملية تنفيذ اللوحات ما يقرب من أربع ساعات متواصلة، تخيل كل تشكيلي اللوحة التي تمثل القصة التي قرأها، واطلع على مضمونها بعد أن ترجمها إلى لغة الملايالم المترجم الهندي سيد أبوبكر قدسي.

 
كانت القصص التي قرأها الرسامون للقاصات مريم الساعدي من الإمارات وليلى العثمان من الكويت وبشرى خلفان من عمان وفوزية رشيد من البحرين وخيرية السقاف ورجاء عالم من السعودية، وسمية رمضان من مصر وديزي الأمير وبثينة الناصري من العراق، ورمزية الإرياني من اليمن، وحنان الشيخ من لبنان، وغيرهن في مشروع يعده المترجم لإصدار ما يقرب من 30 قصة عربية مترجمة الى لغة المالايالم في كتاب مستقبلا.
الموضوع هنا
بطبيعة الحال المراسل الذي كتب التقرير ركز على أديبة الامارات مريم الساعدي، ولم يذكر تفاصيل عن كل القصص التي رسمت . أين ياترى أستطيع أن أجد التفاصيل؟ ولكنها تجربة جديدة جميلة.
 

الأكثر مشاهدة خلال 30 يوما