هذا جزء من شهادة كتبتها لمجلة (ألف) العدد التاسع عشر 1999. وكنت حينها راجعة لتوي من رحلة الى بغداد. وأنا أعيد قراءتها، بعد كل هذه السنين، أجد أن نظرتي لبعض الأمور الواردة فيها ربما تغيرت ، وربما أحتاج الى كتابة شهادة أخرى يوما ما ليس ببعيد، رغم تأكيدي في أول سطر من الشهادة التي أمامكم بأني لن أكتب غيرها.
+++
حياتي كلها محطات سفر. وانا أقلب الصور التي احتفظ بها: أجدني مرة ألقي نقود التمنيات في فونتانا دي تريفي في روما، ومرة أحتضن طفلا أسبانيا على قمة جبال سيرانيفادا ، أو اتسكع على أبواب كهوف الغجر في سكرامنتو بغرناطة، هذه صورة لي أجلس فيها على سور ميدان فسيح بصوفيا، وفي صورة اخرى اتدثر بالفراء أمام خلفية من العشب الأخضر في يوركشاير. وها أنا ذا في جزيرة تركية أقود عربة يجرها حصان. انظر للكاميرا وابتسم. أما هذه الصورة ففي مرسيليا أداعب قطة سوداء أليفة تتمشى على الساحل.
صور .. صور .. صور.. كل ماتبقى من محطات السفر.
في الشطر الأول من حياتي، حينما كان وطني العراق منطلقا لأسفاري. كنت أطير بجناحين الى العالم الواسع، وكم كان قريبا. بضع ساعات في الطائرة، أو في قطار الشرق السريع، أو إذا كان لديك الوقت والمزاج، تأخذ السيارة تخترق جبالنا المزروعة بالفاكهة والفستق الى تركيا فأوربا.
كنت أيامها أؤمن بأن كل بلاد الله وطن لي. كنت أقول عن نفسي أني مخلوقة كونية، غير محدودة بوطن بل أنتمي لكل مافي الكون من سماء وأرض ومابينهما.
ولكن الآن أعرف كم كنت واهمة. عرفت ذلك عندما أوجدت لي بيتا خارج حدود العراق. فمنذ ذلك الحين لم يعد للسفر محطات. لم يعد نصب عيني سوى محطة واحدة: بغداد.. هي المكان وهي الزمان وهي الحلم الذي أشد إليه الرحال كل عام. ماعاد يعنيني أي مكان آخر في العالم إلا في وقوعه على مرمى خطوط طول وعرض بغداد. السفر صار كلمة مرادفة لبغداد. لم اعد أرنو لسماوات العالم. هناك سماء العراق أجمل. وأرضه أرحب، وماؤه أعذب، كما أن وجوه أهله أكثر ألفة وطيبة، لم أعد أرغب أن اسمي نفسي كونية. يكفيني أن أظل عراقية.
يؤرقني أني حين ذهبت الى الوطن بعد هول (1991) وبعد غياب ثلاث سنوات، فوجئت أن العراقيين شاخوا فجأة. كان كل من حولي يبدو مهدما ظاهريا ولكن شيئا من قوة خفية كانت تصلب عودهم، مثل نخيل العراق الذي أطاحت قنابل (الشرعية الدولية) برؤوسه واحترق سعفه ولكن جذوعه ظلت صامدة، شامخة، تستمد نسغ الحياة من جذورها الممتدة عميقا وبعيدا في أرض الوطن. كنت بينهم - وياللخجل- زائرة ترفل بالصحة والحيوية والجهل ، حتى أني لم استطع أن اجيب على سؤالهم الأبدي"أنتم يامن في الخارج: متى ينتهي الحصار؟" هذا العام فوجئت أنهم جنبوني مشقة الإجابة المراوغة فلم يطرح أحد هذا السؤال ، ربما يأسا، ربما اكتشفوا أننا الذين في الخارج مثلهم لانعرف متى يرفع الحصار.
وسرعان ما تنتهي الزيارة وأجدني في السيارة المغادرة ألوّح لأهلي الذين أخلّفهم متجذرين بأرض العراق، وأعود سابحة في فضاء آخر بجذوري المقطوعة التي لم أعرف أن أغرسها في أرض أخرى. ويعذبني سؤال: هل أظل مثلهم عراقية؟ أنا التي لم تر مارأت عيونهم ولم تُمتحن بمحنة الوطن.
عبر محطات حياتي، كان الحب رفيق سفر. لا أذكر أني عشت فترة طويلة بدون حب. الحب بمعناه الأشمل: أن تتوحد مع كل مافي الكون.. الناس والاشجار والارض بترابها وحصاها، الطيور والحيوانات، كل مايتنفس وكل ماهو جماد، والحب بمعناه الأخص.ولكن هذا الحب كان وهما كبيرا.. كان الحب دائما أعظم من المحبوب.
وماذا عن الكتابة؟
منذ أول قصة كتبتها في درس تعبير عربي في المدرسة الإعدادية حين أهدتني مدرسة اللغة العربية رواية (زقاق المدق) مشرعة نوافذ على عالم ساحر جديد، حتى آخر قصة كتبتها منذ أشهر وأكتنزها مثل بخيل يكتنز جوهرة نادرة.
من أول إلى آخر ماكتبت.. يخيل إلي أني كتبت كل شيء عما لا أعرفه ، ولم اكتب شيئا عما أعرفه.
أغلب شخوصي رجال من بيئات لم أعشها: عسكري امريكي في قاعدة هومستيد عشية حرب اكتوبر - مهاجر ألماني الى تل ابيب - سائق على خط القاهرة/السويس - مدرب كلاب في سيرك - سكير في فندق رخيص- جائع يشارك كلاب الحي في وليمة صناديق الزبالة - صياد سمك في نهر دجلة - جندي ذاهب الى الحرب - آخر راجع منها - لاجيء في احد معسكرات وكالات الغوث - سجين فاقد الذاكرة - مخبر بوليس يتعقب طريدته - وآخرون ممن تحتشد بهم قصصي. حتى آخر قصة كتبتها.. قتلت الأم مبكرا وتتبعت تقلب الحياة بأولادها الأربعة.
لماذا أرتدي قناعا يخفي ذاتي كلما امسكت قلما؟ لا أدري .. عندما أتأمل مسيرتي ... أجدني عشت حياتي كما أردت. عشت الحياة أكثر مما كتبت عنها. سافرت وتجولت وعبرت محطات كثيرة، واتخذت قراراتي المصيرية بنفسي. عشت كوارث مستحيلة لكني في كل مرة أنهض واقفة على قدمي من جديد أقوى مما كنت. لماذا إذن كنت أضع أقنعة مغايرة في كتاباتي؟ لايمكن ان تكون مساءلة الرقابة الذكورية في العائلة فحسب، رغم أن ذلك كان واقعا لا أعتقد أن الكثير من الكاتبات العربيات نجون منه. فالرجل في البيت كان يرغب ان يطلع على كل ما أكتب قبل أن ينشر، أمي تبعث إلي من بغداد بمجلة عراقية نشرت فيها قصة رومانسية مع ملاحظة مستعجلة تتوسل فيها الا اكتب بعد ذلك في هذه المواضيع (المخجلة)!! ولكن كان القراء أيضا ينصبون أنفسهم رقباء على نصوص الكاتبات. المفارقة اني حين نشرت قصة (تل أبيب 2024) وذكرت مواقع داخل تل أبيب مثل (كافتريا فراك/131 شارع دزنكوف ) وكاسيت كافيه ملتقى الأدباء والصعاليك الاسرائيليين، ومخزن بات آدم في أهم شوارع تل أبيب، لم يساءلني أحد من القراء من أين عرفت كل ذلك. كما اني حين وضعت جملا عبرية في حوار بين طيارين اسرائيليين في قصة (سيناريو فيلم صامت) لم يتساءل أحد هل أعرف العبرية أم هل استعنت بقاموس؟ ولكن حين نشرت قصة (الليلة الأخيرة) والتي أصور فيها لحظات لقاء أخير بين امرأة ورجل استحالت لسبب ما الحياة بينهما، حدث هرج ومرج في الوسط الذي أعيش فيه، وتداول القصة حتى من لايقرب القراءة وتحدث البعض عن (الصدق) في التعبير الذي لابد أن يكون نابعا من (تجربة) حقيقية ، وبدأ بعض المعارف من الرجال يراني بعيون جديدة.
رغم ذلك تظل الحقيقة أني لم أكتب شيئا عن حياتي التي عشتها فعلا. بالتأكيد عكست قصصي بعض الخبرات. بالتأكيد كان في كل شخصية من شخوصي (حتى الرجالية) شيء مني، ولكنني حقا لم أكتب قصة واحدة مستقاة من حياتي. كان بعض لمحات حياتي يبدو أشد خيالية من ان يوضع في قصة من طراز القصص التي أكتبها. بعضها كان حافلا بصدف عجيبة قد تفقد مصداقية أي نص قصصي، بعضها كان أشد ميلودرامية مما يحتمل الخيال.
حين أتأمل ماكتبته أعلاه ، اكتشف أني فشلت فشلا ذريعا في كل ماعشت من أجله.
فشلت في أن اكون مواطنة عالمية حين اكتشفت اني مشدودة الى وطني لا أستطيع إلا أن انتمي إليه ولكن حتى في هذا أخشى أني فشلت أن اكون أكثر جدارة بالمواطنة من أصغر نخلة عراقية اهتزت مع ارتجاج الأرض وهي تتلقى القنابل التي ألقيت عليها من سماء (الشرعية الدولية) وظلت متشبثة بجذور ترابها العراقي.
على المستوى الآخر، فشلت في أن أعيش قصة واحدة ممكنة ومريحة . هل كان من الضروري التمادي دائما فوق احتمال القلب والى الحدود القصوى للعقل؟
+++
حياتي كلها محطات سفر. وانا أقلب الصور التي احتفظ بها: أجدني مرة ألقي نقود التمنيات في فونتانا دي تريفي في روما، ومرة أحتضن طفلا أسبانيا على قمة جبال سيرانيفادا ، أو اتسكع على أبواب كهوف الغجر في سكرامنتو بغرناطة، هذه صورة لي أجلس فيها على سور ميدان فسيح بصوفيا، وفي صورة اخرى اتدثر بالفراء أمام خلفية من العشب الأخضر في يوركشاير. وها أنا ذا في جزيرة تركية أقود عربة يجرها حصان. انظر للكاميرا وابتسم. أما هذه الصورة ففي مرسيليا أداعب قطة سوداء أليفة تتمشى على الساحل.
صور .. صور .. صور.. كل ماتبقى من محطات السفر.
في الشطر الأول من حياتي، حينما كان وطني العراق منطلقا لأسفاري. كنت أطير بجناحين الى العالم الواسع، وكم كان قريبا. بضع ساعات في الطائرة، أو في قطار الشرق السريع، أو إذا كان لديك الوقت والمزاج، تأخذ السيارة تخترق جبالنا المزروعة بالفاكهة والفستق الى تركيا فأوربا.
كنت أيامها أؤمن بأن كل بلاد الله وطن لي. كنت أقول عن نفسي أني مخلوقة كونية، غير محدودة بوطن بل أنتمي لكل مافي الكون من سماء وأرض ومابينهما.
ولكن الآن أعرف كم كنت واهمة. عرفت ذلك عندما أوجدت لي بيتا خارج حدود العراق. فمنذ ذلك الحين لم يعد للسفر محطات. لم يعد نصب عيني سوى محطة واحدة: بغداد.. هي المكان وهي الزمان وهي الحلم الذي أشد إليه الرحال كل عام. ماعاد يعنيني أي مكان آخر في العالم إلا في وقوعه على مرمى خطوط طول وعرض بغداد. السفر صار كلمة مرادفة لبغداد. لم اعد أرنو لسماوات العالم. هناك سماء العراق أجمل. وأرضه أرحب، وماؤه أعذب، كما أن وجوه أهله أكثر ألفة وطيبة، لم أعد أرغب أن اسمي نفسي كونية. يكفيني أن أظل عراقية.
يؤرقني أني حين ذهبت الى الوطن بعد هول (1991) وبعد غياب ثلاث سنوات، فوجئت أن العراقيين شاخوا فجأة. كان كل من حولي يبدو مهدما ظاهريا ولكن شيئا من قوة خفية كانت تصلب عودهم، مثل نخيل العراق الذي أطاحت قنابل (الشرعية الدولية) برؤوسه واحترق سعفه ولكن جذوعه ظلت صامدة، شامخة، تستمد نسغ الحياة من جذورها الممتدة عميقا وبعيدا في أرض الوطن. كنت بينهم - وياللخجل- زائرة ترفل بالصحة والحيوية والجهل ، حتى أني لم استطع أن اجيب على سؤالهم الأبدي"أنتم يامن في الخارج: متى ينتهي الحصار؟" هذا العام فوجئت أنهم جنبوني مشقة الإجابة المراوغة فلم يطرح أحد هذا السؤال ، ربما يأسا، ربما اكتشفوا أننا الذين في الخارج مثلهم لانعرف متى يرفع الحصار.
وسرعان ما تنتهي الزيارة وأجدني في السيارة المغادرة ألوّح لأهلي الذين أخلّفهم متجذرين بأرض العراق، وأعود سابحة في فضاء آخر بجذوري المقطوعة التي لم أعرف أن أغرسها في أرض أخرى. ويعذبني سؤال: هل أظل مثلهم عراقية؟ أنا التي لم تر مارأت عيونهم ولم تُمتحن بمحنة الوطن.
عبر محطات حياتي، كان الحب رفيق سفر. لا أذكر أني عشت فترة طويلة بدون حب. الحب بمعناه الأشمل: أن تتوحد مع كل مافي الكون.. الناس والاشجار والارض بترابها وحصاها، الطيور والحيوانات، كل مايتنفس وكل ماهو جماد، والحب بمعناه الأخص.ولكن هذا الحب كان وهما كبيرا.. كان الحب دائما أعظم من المحبوب.
وماذا عن الكتابة؟
منذ أول قصة كتبتها في درس تعبير عربي في المدرسة الإعدادية حين أهدتني مدرسة اللغة العربية رواية (زقاق المدق) مشرعة نوافذ على عالم ساحر جديد، حتى آخر قصة كتبتها منذ أشهر وأكتنزها مثل بخيل يكتنز جوهرة نادرة.
من أول إلى آخر ماكتبت.. يخيل إلي أني كتبت كل شيء عما لا أعرفه ، ولم اكتب شيئا عما أعرفه.
أغلب شخوصي رجال من بيئات لم أعشها: عسكري امريكي في قاعدة هومستيد عشية حرب اكتوبر - مهاجر ألماني الى تل ابيب - سائق على خط القاهرة/السويس - مدرب كلاب في سيرك - سكير في فندق رخيص- جائع يشارك كلاب الحي في وليمة صناديق الزبالة - صياد سمك في نهر دجلة - جندي ذاهب الى الحرب - آخر راجع منها - لاجيء في احد معسكرات وكالات الغوث - سجين فاقد الذاكرة - مخبر بوليس يتعقب طريدته - وآخرون ممن تحتشد بهم قصصي. حتى آخر قصة كتبتها.. قتلت الأم مبكرا وتتبعت تقلب الحياة بأولادها الأربعة.
لماذا أرتدي قناعا يخفي ذاتي كلما امسكت قلما؟ لا أدري .. عندما أتأمل مسيرتي ... أجدني عشت حياتي كما أردت. عشت الحياة أكثر مما كتبت عنها. سافرت وتجولت وعبرت محطات كثيرة، واتخذت قراراتي المصيرية بنفسي. عشت كوارث مستحيلة لكني في كل مرة أنهض واقفة على قدمي من جديد أقوى مما كنت. لماذا إذن كنت أضع أقنعة مغايرة في كتاباتي؟ لايمكن ان تكون مساءلة الرقابة الذكورية في العائلة فحسب، رغم أن ذلك كان واقعا لا أعتقد أن الكثير من الكاتبات العربيات نجون منه. فالرجل في البيت كان يرغب ان يطلع على كل ما أكتب قبل أن ينشر، أمي تبعث إلي من بغداد بمجلة عراقية نشرت فيها قصة رومانسية مع ملاحظة مستعجلة تتوسل فيها الا اكتب بعد ذلك في هذه المواضيع (المخجلة)!! ولكن كان القراء أيضا ينصبون أنفسهم رقباء على نصوص الكاتبات. المفارقة اني حين نشرت قصة (تل أبيب 2024) وذكرت مواقع داخل تل أبيب مثل (كافتريا فراك/131 شارع دزنكوف ) وكاسيت كافيه ملتقى الأدباء والصعاليك الاسرائيليين، ومخزن بات آدم في أهم شوارع تل أبيب، لم يساءلني أحد من القراء من أين عرفت كل ذلك. كما اني حين وضعت جملا عبرية في حوار بين طيارين اسرائيليين في قصة (سيناريو فيلم صامت) لم يتساءل أحد هل أعرف العبرية أم هل استعنت بقاموس؟ ولكن حين نشرت قصة (الليلة الأخيرة) والتي أصور فيها لحظات لقاء أخير بين امرأة ورجل استحالت لسبب ما الحياة بينهما، حدث هرج ومرج في الوسط الذي أعيش فيه، وتداول القصة حتى من لايقرب القراءة وتحدث البعض عن (الصدق) في التعبير الذي لابد أن يكون نابعا من (تجربة) حقيقية ، وبدأ بعض المعارف من الرجال يراني بعيون جديدة.
رغم ذلك تظل الحقيقة أني لم أكتب شيئا عن حياتي التي عشتها فعلا. بالتأكيد عكست قصصي بعض الخبرات. بالتأكيد كان في كل شخصية من شخوصي (حتى الرجالية) شيء مني، ولكنني حقا لم أكتب قصة واحدة مستقاة من حياتي. كان بعض لمحات حياتي يبدو أشد خيالية من ان يوضع في قصة من طراز القصص التي أكتبها. بعضها كان حافلا بصدف عجيبة قد تفقد مصداقية أي نص قصصي، بعضها كان أشد ميلودرامية مما يحتمل الخيال.
حين أتأمل ماكتبته أعلاه ، اكتشف أني فشلت فشلا ذريعا في كل ماعشت من أجله.
فشلت في أن اكون مواطنة عالمية حين اكتشفت اني مشدودة الى وطني لا أستطيع إلا أن انتمي إليه ولكن حتى في هذا أخشى أني فشلت أن اكون أكثر جدارة بالمواطنة من أصغر نخلة عراقية اهتزت مع ارتجاج الأرض وهي تتلقى القنابل التي ألقيت عليها من سماء (الشرعية الدولية) وظلت متشبثة بجذور ترابها العراقي.
على المستوى الآخر، فشلت في أن أعيش قصة واحدة ممكنة ومريحة . هل كان من الضروري التمادي دائما فوق احتمال القلب والى الحدود القصوى للعقل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق