بقلم : ديفد مارتن
يعرف كل السحرة الماهرين ان سر الصنعة هو لفت انتباه المشاهدين الى الاتجاه الخاطيء . اجعلهم يركزون النظر على يدك اليمنى في حين تثبت في راحة كفك اليسرى قطعة النقود المعدنية التي ستخرجها امامهم من احدى اذنيك .
وعلى هذا المبدأ سار جورج بوش في مغامرته الخائبة في العراق . انها حرب قائمة على لفت الانظار الى الاتجاه الاخر والخداع ، ونحن المشاهدين نتفرج مسحورين بالدخان و المرايا التي يستخدمها الساحر .
كل مايقوله بوش ورجاله من المحافظين الجدد عن الحرب خداع ، فأسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين وعلاقته بالقاعدة تبخرت مثل سراب الصحراء .
حتى الاسطورة الوطنية العظيمة حول انقاذ المجندة جيسيكا لينتش اتضح انها سيناريو خيالي تلفزيوني .
رسائل الجنود الى الصحف الحلية والتي يتغنون فيها بالاعمال المبهرة التي يقوم بها الجيش في العراق وكيف يشعرون بالفخر لانتسابهم اليه، اتضح انها رسائل ملفقة كتبها وارسلها قائدهم بدون علمهم .
ولكن رغم ذلك فبين حين وآخر يرتفع الستار المرصع بالنجوم ليلمح المشاهدون بصيصا من الالة القذرة التي تقوم بأعمال الاحتلال الحقيقية . فالجنود الامريكان سمحوا اولا للغوغاء بسرقة ونهب معظم بغداد ولكنهم كانوا يقتلون من يقترب اكثر من اللازم من وزارة النفط ، والعقود الضخمة اعطيت بدون منافسة للشركات الرئيسية المرتبطة بمصالحها بالقطط السمان في الادارة الامريكية لاعادة بناء بلاد دمرتها القنابل التي جهزتها نفس هذه الشركات لوزارة الدفاع في المقام الاول . وكل قطاعات الاقتصاد العراقي فيما عدا النفط وضع في المزاد لأقل الاسعار .
ان هذه ليست خطة مارشال . انها وليمة للطيور الجارحة وكل شركة لها علاقة بالحزب الجمهوري وتستطيع ان تقدم تمويلا ضخما للحملة الانتخابية مدعوة للغداء على جثة العراق .
وفي كل هذه الاثناء يتحدث الرئيس حول جلب الديمقراطية الى العراق وهي كذبة اخرى . وديمقراطيته هي : اعطونا نفطكم ، نعطكم سندوتشات بيرجركنج .
مرحبا ، ايها العراقيون في عالم التجارة الحرة الرائع حيث تستطيعون ان تعملوا فيه بإجور زهيدة لصنع اكياس بلاستيكية تبيعونها في حارة سوق التخفيضات الى البائع جاركم الذي يبيع بالخصم . وطالما لم توقعوا على اتفاقية تجارتنا الحرة فقد جئنا لكم بالعولمة على فوهة المدافع مع خدمة التوصيل بواسطة مارينز الولايات المتحدة . ونأسف لكل هؤلاء الابرياء الذين قتلهم جنودنا الجاهزين لاطلاق النار عند نقاط التفتيش ، ونأسف لكل افراد العائلات الذين اعتقلناهم في منتصف الليل وبدون تحقيق ، ولكنكم تعرفون المقولة القديمة حول ضرورة كسر بضعة بيضات لصنع اومليت سبيشال لفطور سريع يكلف 99ر2 دولار فقط .
ورغم ذلك لاحاجة لكم للشعور بالوحدة في بؤس الاحتلال ، فإن عمال المناجم البوليفيين يشاطرونكم نفس الشعور وقد انتفضوا ضد توقيع بلادهم على اصلاحات التجارة الحرة التي تشترط بيع غازها الطبيعي الى الولايات المتحدة بواسطة انبوب يمر عبر شيلي . وفي هذه اللحظة يبدو البوليفيون قد كسبوا المعركة بخلع رئيسهم ولكن لاتقلقوا . في اية لحظة الان سوف يعلن الرئيس بوش ان هؤلاء العمال لهم علاقات مع القاعدة وسوف يرسل القوات الامريكية للقضاء على الارهاب هناك .
وفي الواقع ايها العراقيون ، يجب ان تشعروا بأنه شرف عظيم ان يجعلكم جورج بوش محطته الاولى لاستعراضه السحري الجوال . والان وقد ادرك انه يستطيع ان ينجو بحيلته ، فلا يمكن التكهن أي دولة تالية سوف يغزوها ويحولها الى مكتب فرع جديد لشركة ميجا جلوبال .
وهذا هو الشيء الرائع في هذه الحرب على الارهاب . يمكنك ان تلون أي شخص بألوان الارهابي ولن يستطيع احد ان يعرف الفرق ، ثم نرسل جنودنا وهم ينشدون نشيدنا المفضل ( الى الامام ياجنود الشركات سائرين الى الحرب مع صليب الذهب كما من قبل ) .
ـــــــــــــــــــــ
ديفيد مارتن كاتب امريكي حر ، خدم في كوريا وقضى اغلب سنوات عمره في الخارج .
ترجمة بثينة الناصري
يعرف كل السحرة الماهرين ان سر الصنعة هو لفت انتباه المشاهدين الى الاتجاه الخاطيء . اجعلهم يركزون النظر على يدك اليمنى في حين تثبت في راحة كفك اليسرى قطعة النقود المعدنية التي ستخرجها امامهم من احدى اذنيك .
وعلى هذا المبدأ سار جورج بوش في مغامرته الخائبة في العراق . انها حرب قائمة على لفت الانظار الى الاتجاه الاخر والخداع ، ونحن المشاهدين نتفرج مسحورين بالدخان و المرايا التي يستخدمها الساحر .
كل مايقوله بوش ورجاله من المحافظين الجدد عن الحرب خداع ، فأسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين وعلاقته بالقاعدة تبخرت مثل سراب الصحراء .
حتى الاسطورة الوطنية العظيمة حول انقاذ المجندة جيسيكا لينتش اتضح انها سيناريو خيالي تلفزيوني .
رسائل الجنود الى الصحف الحلية والتي يتغنون فيها بالاعمال المبهرة التي يقوم بها الجيش في العراق وكيف يشعرون بالفخر لانتسابهم اليه، اتضح انها رسائل ملفقة كتبها وارسلها قائدهم بدون علمهم .
ولكن رغم ذلك فبين حين وآخر يرتفع الستار المرصع بالنجوم ليلمح المشاهدون بصيصا من الالة القذرة التي تقوم بأعمال الاحتلال الحقيقية . فالجنود الامريكان سمحوا اولا للغوغاء بسرقة ونهب معظم بغداد ولكنهم كانوا يقتلون من يقترب اكثر من اللازم من وزارة النفط ، والعقود الضخمة اعطيت بدون منافسة للشركات الرئيسية المرتبطة بمصالحها بالقطط السمان في الادارة الامريكية لاعادة بناء بلاد دمرتها القنابل التي جهزتها نفس هذه الشركات لوزارة الدفاع في المقام الاول . وكل قطاعات الاقتصاد العراقي فيما عدا النفط وضع في المزاد لأقل الاسعار .
ان هذه ليست خطة مارشال . انها وليمة للطيور الجارحة وكل شركة لها علاقة بالحزب الجمهوري وتستطيع ان تقدم تمويلا ضخما للحملة الانتخابية مدعوة للغداء على جثة العراق .
وفي كل هذه الاثناء يتحدث الرئيس حول جلب الديمقراطية الى العراق وهي كذبة اخرى . وديمقراطيته هي : اعطونا نفطكم ، نعطكم سندوتشات بيرجركنج .
مرحبا ، ايها العراقيون في عالم التجارة الحرة الرائع حيث تستطيعون ان تعملوا فيه بإجور زهيدة لصنع اكياس بلاستيكية تبيعونها في حارة سوق التخفيضات الى البائع جاركم الذي يبيع بالخصم . وطالما لم توقعوا على اتفاقية تجارتنا الحرة فقد جئنا لكم بالعولمة على فوهة المدافع مع خدمة التوصيل بواسطة مارينز الولايات المتحدة . ونأسف لكل هؤلاء الابرياء الذين قتلهم جنودنا الجاهزين لاطلاق النار عند نقاط التفتيش ، ونأسف لكل افراد العائلات الذين اعتقلناهم في منتصف الليل وبدون تحقيق ، ولكنكم تعرفون المقولة القديمة حول ضرورة كسر بضعة بيضات لصنع اومليت سبيشال لفطور سريع يكلف 99ر2 دولار فقط .
ورغم ذلك لاحاجة لكم للشعور بالوحدة في بؤس الاحتلال ، فإن عمال المناجم البوليفيين يشاطرونكم نفس الشعور وقد انتفضوا ضد توقيع بلادهم على اصلاحات التجارة الحرة التي تشترط بيع غازها الطبيعي الى الولايات المتحدة بواسطة انبوب يمر عبر شيلي . وفي هذه اللحظة يبدو البوليفيون قد كسبوا المعركة بخلع رئيسهم ولكن لاتقلقوا . في اية لحظة الان سوف يعلن الرئيس بوش ان هؤلاء العمال لهم علاقات مع القاعدة وسوف يرسل القوات الامريكية للقضاء على الارهاب هناك .
وفي الواقع ايها العراقيون ، يجب ان تشعروا بأنه شرف عظيم ان يجعلكم جورج بوش محطته الاولى لاستعراضه السحري الجوال . والان وقد ادرك انه يستطيع ان ينجو بحيلته ، فلا يمكن التكهن أي دولة تالية سوف يغزوها ويحولها الى مكتب فرع جديد لشركة ميجا جلوبال .
وهذا هو الشيء الرائع في هذه الحرب على الارهاب . يمكنك ان تلون أي شخص بألوان الارهابي ولن يستطيع احد ان يعرف الفرق ، ثم نرسل جنودنا وهم ينشدون نشيدنا المفضل ( الى الامام ياجنود الشركات سائرين الى الحرب مع صليب الذهب كما من قبل ) .
ـــــــــــــــــــــ
ديفيد مارتن كاتب امريكي حر ، خدم في كوريا وقضى اغلب سنوات عمره في الخارج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق