الخميس، 3 مارس 2011

الكلمات الممنوعة والكلمات المسموح بها في حربهم على الاسلام

 بثينة الناصري
عن الاسوشيتد برس

هذه الوثيقة صدرت اوائل عام (شهر كانون الثاني 2008) وهي عبارة عن نصائح تقدمت بها وزارة الداخلية الامريكية بالتعاون مع (مسلمين امريكيين) ، مقدمة الى المسؤولين في الادارة الامريكية للتعامل مع بعض الكلمات بحساسية . هناك كلمات يجب ان تقال وكلمات محظورة في الحديث مع المجتمعات الاسلامية التي تحاربها الولايات المتحدة . بمعنى آخر كيف تضحك على المسلمين والعرب وتخفي أغراضك الحقيقية.

حظر استخدام كلمة (جهادي ) و(جهاد) وممنوع وصف القاعدة بالحركة.

اطلاق جبهة جديدة في الحرب على الارهاب ، باستهداف اللغة

الوكالات الفدرالية بضمنها وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والمركز القومي لمكافحة الارهاب يوجهون العاملين لديهم على الامتناع عن وصف المتشددين الاسلاميين بأوصاف مثل (الجهاديين) و (المجاهدين) ، استنادا الى وثائق حصلت عليها الاسوشيتد برس . كما حظر مصطلح (الفاشية الاسلاموية islamo-fascism)


السبب : هذه الكلمات تثير الدعم للمتطرفين بين الجمهور العربي والاسلامي ، لأن هذه الاوصاف تسبغ الشرعية والمصداقية على المتطرفين، كما انها تثير استنكار المعتدلين.

مثلا في حين ان الامريكان قد يفهمون ان الجهاد يعني (حربا مقدسة) فهي في الواقع حسب المفهوم الاسلامي تعني اشياءا اوسع ، فالجهاد هو السعي من اجل عمل الخير ، كما يقول الدليل الذي اعد للدبلوماسيين والمسؤولين الاخرين المعنيين بشرح الحرب على الارهاب الى الجمهور. كذلك كلمة (مجاهدين) والتي تعني القائمين بالجهاد ، ينظر اليها بمفهومها الواسع.

ويقول تقرير من وزارة الداخلية "ان المسؤولين الامريكان قد يصورون بدون قصد الارهابيين ، الذين يفتقرون الى الشرعية الاخلاقية والدينية ، على انه مقاتلون شجعان ، او جنود شرعيون او متحدثون باسم الاسلام . " والتقرير بعنوان "مصطلحات لتعريف الارهابيين : نصائح من مسلمين امريكيين". ويقول التقرير ايضا "فيما يخص "الجهاد" حتى لو كان استخدام التعبير دقيقا ، فهو ليس ستراتيجيا لانه يمجد الارهاب، ويسبغ على الارهابيين سلطة دينية لايملكونها ويضر بالعلاقات مع المسلمين في انحاء العالم" .

للاستخدام الرسمي فقط

اللغة مهمة في الحرب على الارهاب ، كما يرد في وثيقة اخرى وهي مذكرة موسومة بانها (للاستخدام الرسمي فقط) توزع من واشنطن بعنوان "الكلمات التي تفيد والكلمات التي لا تفيد: دليل لاتصالات مكافحة الارهاب"

والمذكرة التي اعدت في مارس من المركز القومي لمكافحة الارهاب ، طرحت للاستخدام الدبلوماسي هذا الاسبوع (اوائل العام ) من قبل وزارة الخارجية والتي تخطط لتوزيعها على كل السفارات الامريكية.

تقول المذكرة "ليس ماتقوله هو المهم وانما ما يسمعونه." وتدرج المذكرة 14 نقطة حديث حول افضل طرق لشرح الحرب على الارهاب.


تقول المذكرة " لا تلتقط الطعم" حاثة المسؤولين على عدم الرد حين يتحدث اسامة بن لادن او المرتبطين بالقاعدة "علينا ان نقدم اقل رد فعل لهذه الرسائل. حين نرد بصوت عال ، نرفع من قيمتهم في العالم الاسلامي."


وتحذر المذكرة " لا تقلل من مصداقيتنا " باستخدام كلمات او جمل يمكن ان تضفي دوافع حميدة على الارهابين ."

ومن بين التحذيرات في هذا الشأن:

1- ا تستخدم تعبير "جهاديين" او "مجاهدين" في وصف الارهابيين . في وصف اعدائنا بالجهاد وحركتهم بالجهاد الكوني ، نضفي – دون قصد – شرعية على افعالهم"

 2- استخدم تعبير "متطرف عنيف" او "ارهابي" . وكلاهما مفهومان على انهما يعرفان اعداءنا بشكل مناسب وفي نفس الوقت يجردهم من الشرعية.
3-من جانب آخر تجنب كل المصطلحات غير المضبوطة والمؤذية للمشاعر "اننا نتواصل مع جماهيرنا ولسنا نواجههم . لا توجه لهم اهانة او تربكهم بتعبيرات مثل "الفاشية الاسلاموية" التي تعتبر مؤذية لمشاعر المسلمين."
4-ينصح المسلمون الامريكيون الذين استشارتهم وزارة الداخلية الامريكية ان يستخدم في وصف (الارهابيين) لفظ (تكفيريين) لأن له دلالات وتاريخ سيء في الذاكرة الجمعية العربية والاسلامية 
 5-ينصح هؤلاء ايضا باستخدام كلمة (التقدم) progress بدلا من الحرب على الارهاب كأن نقول(معا من اجل التقدم) حيث له دلالة ايجابية (تقدم الفرد والعائلة والمجتمع والأمة ) كما يستحسن ان يوصف الارهابيون بانهم (ضد التقدم) .(لهذا يكثر بوش من استخدام هذه الكلمة والناس محتارة اين هو التقدم- الدورية)

وتقول المذكرة ان النصيحة ليست ملزمة ولا تنطبق على الاوراق السياسية الرسمية ولكن يجب استخدامها كدليل للتحدث مع المسلمين والاعلام.

التحذير من استخدام الاوصاف الفخمة

ويبدو انه على الاقل في مستوى القمة ، كان لهذه النصائح أثر ايجابي . فوزيرة الخارجية كوندليزا رايس والتي اشارت مرارا سابقا الى "الجهاد" في تصريحاتها العلنية ، لم تستخدم الكلمة مرة اخرى منذ ايلول الماضي الا عند الكلام عن اسم تنظيم ارهابي معين .

والمذكرة تعكس نصيحة وزعت على الدبلوماسيين البريطانيين والاتحاد الاوربي السنة الماضية من اجل تحسين شرح الحرب على الارهاب في مجتمعاتهم الاسلامية . كما انها تأخذ العبرة من تقرير وزارة الداخلية الذي فحص الطريقة التي يتفاعل بها المسلمون الامريكان امام الجمل المختلفة التي يستخدمها المسؤولون الامريكان لوصف الارهابيين وقد نصح التقرير بطرق تحسين الخطاب.

وبسبب مضامينه الدينية ، فإن التقرير الذي نشر في كانو ن الثاني وحصلت عليه الاسوشيتد برس هذا الاسبوع ينصح بـ"الحذر من استخدام مصطلحات مثل "جهادي" "ارهابي اسلامي" " اسلامي" و "محارب ديني" باعتبارها اوصافا فخمة. "يجب الا نؤكد على ادعاء الارهابيين بانهم ملتزمون بالاسلام" ويضيف التقرير بأن بن لادن واتباعه يخشون من "نزع الانتماء الديني عنهم " اكثر من اي شيء آخر. "يجب ان نتفادى بحذر اعطاء بن لادن وزعماء القاعدة الاخرين الشرعية التي يسعون اليها ولا يمتلكونها وذلك بتوصيفهم بأنهم شخصيات دينية او بأوصاف قد تجعلهم نبلاء في عيون البعض".

والتقرير طويل ويتضمن الكثير من النصائح ونبذات من التاريخ الاسلامي ، وتحذير مثلا من استخدام وصف (سلفي) على القاعدة وغيرها من (الارهابيين) لأن السلفية نهج ديني يتصف به المعتدلون ايضا . وكذلك يحذر التقرير من استخدام كلمة (المعتدلون) التي تطلق على (مضاد) التطرف . ويقول التقرير ان الخبراء الامريكان المسلمين يفضلون استخدام اوصاف مثل (الاسلام التقليدي) او (العادي) او (الساري) mainstream بدلا من (المعتدلين) التي ينظر اليها المسلمون على ان المقصود بها ضعيفو الايمان الذين يتعاونون مع الامريكان.

**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة خلال 30 يوما